Скачать с ютуб شاهد ماذا قال شاعر اليمن الكبير د./عبدالعزيز المقالح على كاتب يمني شاب в хорошем качестве

شاهد ماذا قال شاعر اليمن الكبير د./عبدالعزيز المقالح على كاتب يمني شاب

مقدمة الدكتور / عبدالعزيز المقالح حفظه الله على كتابي #إنه_من_سلمان تقديم د/ عبدالعزيز المقالح حين يكون الإبداع جزءاً أصيلاً في الذات الإنسانية فلن يعدم الإنسان الوسيلة اللازمة للتعبير عنه. هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ هذه النصوص البديعة للشاعر والإعلامي سلمان القباتلي والتي تحمل عنوان" إنه من سلمان" وفي العنوان الذي اختاره سلمان لنصوصه الكثير من الذكاء وذلك لما يحمله من دلالات عميقة تتناسب مع المضمون الكلي لنصوص الكتاب المكون من رسائل عدة. وهي وإن كانت مرسلةً إلى أشخاص بعينهم إلا أنها في الوقت ذاته موجّهة للجميع بما تتضمنه من تعابيرَ صادقةٍ عن حياة الإنسان في زمن الحرب. حيث تتماهى الأشكال الإبداعية مع بعضها من شعر ونثر وسرد في هذه الرسائل، وتتعانق لتُشكّل المضمون الذي تريد أن توصله من خلال مخاطبة الشخصية التي تُوجّه إليها الرسالة، وإنها - هذه الرسائل- وبلغة أدبية أنيقة وعذبة تنطلق من واقع الحياة اليومي، لتعبر عنه وترسم تفاصيله بالكلمات، لينجح سلمان بإعادة هذا الجنس الأدبي إلى الواجهة. ولا يخفى على المتلقي مدى عمق الأثر التي تتركه الرسائل في النفوس فهي لون خاص من الإبداع محفوف بالبعد الوجداني المتخيل بين المُرسِل والمُرسَل إليه، ما يمنحها سلطة عاطفية إضافة إلى سلطة الكلمة تمكنها من مخاطبة القلوب بسهولة ويسر. يحاول هذا الكتاب أن يجسد صراع الإنسان المعاصر مع منغصات الحياة بأشكالها المختلفة الدينية والسياسية والمعيشية معتمداً على أسلوب المصارحة المباشرة والحديث العفوي البعيد عن التكلف متكئاً على الشكوى المريرة إلى من يعتقد أنّ بيدهم تغيير ما آل إليه الحال في بلدٍ أنهكه الصراع وتقاسَم جسده الإخوة الأعداء. يقول سلمان من رسالة طويلة موجهة إلى النبي الكريم: "عفواً رسول الله لا تسأل عن أخبارنا الآن فهي لن تسرك.. لقد تحولتْ أشياء كثيرة من بعدك. مات أبو جهل وبقي الجهل وانتهى أبو لهب وما زال لهبه يلفح. وَلّت قريش وظهرت خلفك ألف قريش. تحطمت أصنام الحجر، وظهرت أصنام السادة والزعماء".. بهذه اللغة الساخنة التي تفور سطورها بالوجع يسلط سلمان الضوء على الكثير من القضايا الشائكة في حياة أبناء وطنه ويتحدث نيابة عنهم ويقول ما عجزوا عن قوله، عسى أن يسمع من كان له قلب ويحس من كان له ضمير. تكاد هذه السمة أن تكون هي المحور الأساس الذي تدور حوله رسائل هذا الكتاب الذي بين أيدينا مع احتفاظ كل رسالة بخصوصية تميزها عن أخواتها، ولكنها سرعان ما تعود لتشترك مع نظيراتها في الهم العام الرابط بين نصوص الكتاب ألا وهو الحرب. لقد استوقفني مستوى الوعي الذي يتسلح به شبابنا رغم حداثة أعمارهم وقلة تجاربهم كمبدع هذا الكتاب بجوهر المشكلة التي أنتجت واقعاً مثخناً بالدمار والخراب وانعكس سلباً على حاضرهم ومستقبلهم، هذا الوعي يبعث على الاطمئنان لأن من عرف المشكلة لن يعجزه أن يجد الحل. وبالعودة إلى العنوان المثقل بالإشارات فقد نجح ــ إلى حدٍ بعيد ــ الشاب المبدع سلمان القباتلي عبر رسائله التي ضمها هذا الكتاب في إيصال ما يريد، ويبقى الرجاء أن يجد من يصغي إليه وإلى أبناء جيله الذين سرقت الحرب زهرة أعمارهم وتركت بصماتها على جل نتاجهم الإبداعي، وكي لا يطول انتظارهم فعليهم هم أن يتحركوا بكل الوسائل المتاحة لتغيير هذا الواقع الراكد ويصنعوا المستقبل كما يريدون، لأنه سيكون ملكهم وحدهم. وعلى ما تمتاز به هذه النصوص/ الرسائل من إبداع لافت إلا أنها لم تخل من قلق البدايات الذي يرافق كل مبدع يقف في أول سلم الكتابة الطويل متمنياً أن يشفع له سمو المعنى والغاية التي انطلق منها للتعبير عما بداخله لدى المتلقي الحصيف. وأنا على يقين أنه في حال اعتنى بموهبته وتعهدها بالرعاية والإخلاص أكثر فإن ملكته الإبداعية ستقفز به إلى مستويات أعلى من الإبداع في المستقبل القريب. جامعة صنعاء _ كلية الآداب 9/10/2020م